كل إنسان يتمتع بصفة القناعة يكون سعيداً وراضيا بحياته وما يمتلكه، ومن هنا عليك أن تستشعري مسؤوليتك في أن تعلمى أبناءك أن يكونوا راضين بما يمتلكونه، بالرغم من كل الإغراءات التى تحيط بهم وإعلانات التليفزيون التى تمتلئ بالمنتجات التى لا يمتلكونها.
وعليك ايضا أن تعملى على جعل الحياة فى المنزل بسيطة حتى يتعلم الأطفال منك ويفعلوا نفس الشئ مع الحرص على تشجيعهم أن يكونوا قنوعين منذ الصغر عن طريق إعطائهم الحب والحنان اللازمين لكي يتمكنوا من التعامل مع الناس أيضا بطريقة جيدة.
وهناك بعض الطرق والنصائح التي يمكنك من خلالها تعويد طفلك أن يكون قنوعا بحياته وبما لديه.
ـ يمكنك بالتأكيد أن تعلمى طفلك أن يكون قنوعا ويقول جُملً مثل شكرا ومن فضلك منذ بلوغه 18 شهرا، ولكن عليك أيضا أن تكوني صبورة لأن الأمر سيستغرق بعض الوقت.
ويجب عليك أن تكوني مثلا وقدوة لأبنائك بأن تقولي لهم أنت جُملً مثل شكرا في المواقف المختلفة حتى لو كان طفلك فى الثانية أو الثالثة من عمره
ـ إجعلى طفلك يشاهدك وأنت تقومين بأفعال بسيطة ولكنها تؤثر فى الآخرين مثل مساعدتك للأشخاص الأكبر سنا.
فإذا كنت على سبيل المثال فى مكان وهناك شخص كبير فى السن فيمكنك أن تقومى بفتح الباب له ومساعدته وهو الأمر الذى بالتأكيد سيجعله يبتسم.
ـ علمى طفلك أن يكون قنوعا ويشكر ربه على كل شئ صغير فى الحياة، وعلى الأمور التى يعتقد أنها ليست مهمة أو أنها ستكون موجودة دائما مثل الطعام والأصدقاء والأدوات المدرسية التي تتوافر له بسهولة والألعاب التى تشغل وقته وتسليه.
فيجب على الطفل أن يعلم أنه هناك أطفالا لا يمتلكون مثل تلك الأشياء، ولذلك فعليه أن يكون قنوعا دائما.
ـ احرصى دائما على أن تطلبى من طفلك المساعدة فى أعمال المنزل المختلفة أو فى اى شئ تريدينه، وعليك أن تضعى فى الحسبان أنك إذا طلبت من الطفل إنجاز عمل معين فعليك أن تصبري عليه حتى ينتهى من إنجاز العمل حتى لو إستغرق الأمر منه بعض الوقت.
وإعلمي أنك إذا إستمررت في إنجاز كل شئ بدلا من طفلك فإنه لن يتعلم أن يكون قنوعا أو يقدر ما تفعلينه من أجله.
فالطفل عندما يشاركك فى أعمال المنزل المختلفة، فإنه سيتفهم أن مثل تلك الأعمال تستغرق وقتا ومجهودا
ـ إبدئى فى وضع حدود وقواعد معينة لطفلك منذ الصغر، ويمكنك مثلا أن تجمعى كل أفراد العائلة وتعطى كلا منهم مهام معينة فى المنزل.
ويمكنك مثلا أن تخبرى طفلك أنه لن يتمكن من اللعب بالكمبيوتر أو مشاهدة التليفزيون إلا بعد أن ينتهى من أداء مهام المنزل وواجباته المدرسية.
وإذا بدأ طفلك الشكوى من العمل فعليك ألا تشعرى بالذنب لأنك ستحرمينه من فعل شئ يحبه، لأن الطفل عليه أن يدرك أيضا أن الشكوى والتذمر لن يعفيانه من المسئولية.
وعليك أن تعلمى أن الطفل عندما يساعد فى إنجاز مهام المنزل المختلفة فإنه سيدرك قيمة العمل ويقدر ما يفعله الآخرون من أجله مما سيجعله قنوعا وراضيا.
ـ يمكنك أن تطلبى من طفلك مرة أو مرتين فى العام أن يقوم بالتبرع بجزء من ملابسه وألعابه للجمعيات الخيرية.
فيمكن للطفل أن يقوم بإختيار الألعاب والملابس التى لا يستخدمها لإعطائها للأطفال المحتاجين، لأن الطفل بتلك الطريقة سيشعر أنه يسعد الآخرين.
وإذا كنت تقومين بأى أعمال خيرية، فلا تخفى الأمر عن طفلك وأخبريه بذلك.
ـ إطلبى من طفلك أن يكتب في نهاية كل يوم أو كل أسبوع قائمة بالأشياء والأمور التى يجب أن يكون قنوعا بسببها ويجب أن يشكر ربه عليها.
ـ إذا بدأ طفلك فى التذمر من أن أقاربه وأصدقاءه يمتلكون اشياء هو لا يمتلكها ويريدها، فعليك أن تخبريه أنه لن يستطيع الحصول على كل ما يريده وأنه عليه أن يكون قنوعا بما يمتلكه.
المصدر: موقع رسالة المرأة.